الثلاثاء، 16 نوفمبر 2010

الخلط بين اللغات واللهجات في أغلب البرامج يغيب دور اللغة العربية

  الإذاعات الخاصة

.. إذا كان الهدف من إحداث الإذاعات الخاصة هو تقريب الإعلام السمعي من المستمعين، فهذا شيء محمود لأن هذا التقريب حول مستمعي هذه الإذاعات الإنخراط المباشر في العديد من البرامج عبر الإتصال الهاتفي المفتوح بينها وبينهم للتعبير عن آرائهم ومعاناتهم في نفس الوقت. إلا أن هذا لا يعفينا القول بملاحظة تكاد تكون عامية عن أغلب البرامج المقدمة بهذه الاذاعات وتهم بصفة خاصة معدي ومعدات هذه البرامج المتنوعة مابين الفنية والثقافية والحوارية والرياضية والاقتصادية الذين يغيبون بشكل ملفت للنظر اللغة العربية وفسح المجال في هذا البرنامج أو ذاك لتدخل لغات أخرى (الفرنسية) أو اللهجات المحلية والكثير من الكلمات الزنقوية لدرجة يختلط فيها الأمر على المتلقي وهو يسمع خليطا من الكلمات بالعربية وأخرى بالفرنسية أو باللهجات، مما يفقد هذه البرامج قيمتها ويفرغها من محتواها بفعل هذا الخلط بين اللغات واللهجات وكما هو الحال أيضا في الأغاني المقدمة فيها التي تجمع مابين الأصيل والأنواع الصاخبة المزعجة للأذن المحلي منها والغربي، وهذه الظاهرة التي أصبحت متفشية في أغلب هذه الاداعات تدعونا إلى التساؤل عن أسباب تغيب هذا النوع من البرامج التي من المفروض وأهمية مواضيعها الاجتماعية على وجه الخصوص أن تكون ذات صبغة متزنة على مستوى التبليغ باحترام اللغة المقدمة بها إما عربية صرفة أو فرنسية أو لهجوية حتى لا يختلط الأمر فيها على المستمع بانقطاع فهمه وهو يستمع إلى نقاش تتنوع فيه ألسنة المعد والضيق والمتصلين وكل واحد يمزج ما بين عربية وفرنسية ولهجات محلية مختلفة.
إننا بإبداء هذه الملاحظات لا بنخس المجهود بهذه الاداعات ومعدي ومعدات برامجها بقدرما نريد أن يلفت الإنتباه إلى ضرورة احترام أسماع المستمعين الدين لابد أن نخاطبهم باللغة التي يفهمونها والتي ليست بالضرورة أن تكون خليطا بقدر ما يجب أن تكون واحدة في ذات البرنامج لضمان تشبث المستمعين به إنطلاقا من فهم كل فقراته وما يدور فيه من حوار مع التأكيد على جعل اللغة العربية هي صاحبة الأسبقية عن باقي اللغات واللهجات ليس من باب هيمنتها ولكن بإبراز حضورها في إذاعات مغربية لغة البلاد فيها الرسمية هي العربية.
محمد بلفتوح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق