الاثنين، 27 ديسمبر 2010

أميركا تتكلم العربية!


تاريخ النشر: الثلاثاء 28 ديسمبر 2010
أظهرت دراسة جديدة أن تسجيل الطلبة في دروس اللغات العربية والكورية والصينية يُظهر أسرع نمو بين دروس تعلم اللغات الأجنبية في الكليات الأميركية، وإن كانت الإسبانية ما زالت هي اللغة الأكثر شعبية بفارق كبير.
وقد وجدت الدراسة، التي أجرتها "جمعية اللغات الحديثة" وشملت أكثر من 2500 كلية وجامعة، أن التسجيل في دروس اللغة العربية قد ارتفع بنسبة 46 في المئة بين عامي 2006 و2009؛ وأن أعداداً متزايدة من طلبة الكليات الأميركية يُقبلون على دراسة اللغة العربية أكثر من اللغة الروسية، وهو تغير يقول المسؤولون إنه يعكس تحولا في اهتمام الأميركيين من تخوفات الحرب الباردة إلى المواضيع الحالية المتعلقة بالشرق الأوسط و"الإرهاب".
وحسب "روزماري فيل"، المديرة التنفيذية لـ"جمعية اللغات الحديثة"، فإن تعلم اللغة العربية من قبل الشباب الأميركي بدأ يُظهر نموّاً ملموساً مباشرة بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001، حيث تضاعف الإقبال على تعلم هذه اللغة ثلاث مرات منذ ذلك الوقت، وعن ذلك تقول: "إنه رد على ما يجري في العالم"، مشيرة إلى أن الأمر نفسه ينطبق على زيادة مؤخراً في دروس اللغتين الصينية والكورية إلى جانب لغات أخرى تحظى بإقبال أقل مثل الهندية والبنجابية.

وحسب التقرير، فإن حوالي 865 ألف طالب سجلوا في دروس اللغة الإسبانية العام الماضي، أي حوالي الضعف، بأربع مرات، لعدد الطلبة الذين يدرسون اللغة الفرنسية، التي تعد المنافس الأقرب، وضعف عدد من يتعلمون اللغة الألمانية، اللغة التالية الأعلى، بتسع مرات. وكانت لغة الإشارات الأميركية، التي باتت طريقة شعبية على نحو متزايد لاستيفاء الطلبة لمتطلباتهم اللغوية، هي التالية، متبوعة بالإيطالية، واليابانية، والصينية، والعربية، واللاتينية، والروسية، والإغريقية القديمة، والعبرية التوراتية، والبرتغالية، والكورية، والعبرية الحديثة.وحسب التقرير دائماً، فقد عرفت اللغتان الكورية والصينية أعلى معدل نمو بعد اللغة العربية، بحوالي 61 ألف طالب أميركي يدرسون الصينية، ما يمثل زيادة بنسبة 18 في المئة منذ 2006؛ و8511 طالب مسجلون في دروس تعلم اللغة الكورية، ما يمثل زيادة بنحو 19 في المئة.
والواقع أن الإقبال ازداد على تعلم جميع اللغات الأجنبية في الكليات والجامعات الأميركية بـ6.6 في المئة على مدى تلك السنوات الثلاث (ما بين 2006 و2009)، وهو أمر يواكب نمو التسجيل في كل مستويات التعليم العالي عموماً.
غير أن ثمة بعض المؤشرات المثيرة للقلق التي تتعلق بتقليص دروس اللغات بسبب ضغوط الميزانية، وسوق عمل "ضيقة" بالنسبة للمدرسين .
ولعل المثير للقلق بشكل خاص هو انخفاض عدد الطلبة الجامعيين الذين يدرسون اللغات الأجنبية كلغة تخصص منذ 2006 بنسبة 6.7 في المئة، وهو انخفاض يمكن أن يؤثر على عدد معلمي اللغات الأجنبية في المستقبل، كما يقول مسؤولو "جمعية اللغات الحديثة". وتعزو "فيل" هذا الانخفاض إلى اعتماد الكليات بشكل متزايد على مدرسي اللغات الذين يعملون بدوام جزئي، بدلاً من توظيف مدرسين دائمين وبدوام كامل.
وفي هذا الإطار، تقول "فيل"، وهي أستاذة للغة الإسبانية تفرغت من جامعة "نيويورك ستيت يونيفرسيتي" في بوفالو: "أعتقد أن الطلبة الجامعيين لا يُقبلون على الاختصاصات التي تعد احتمالات حصول المرء فيها على وظيفة ضئيلة".
ويعد البرنامجان الألماني والإيطالي من بين الأكثر تأثراً بالتراجع على صعيد كل الولايات الأميركية، كما يقول مسؤولو "جمعية للغات الحديثة"؛ حيث أعلنت جامعة "ساذرن كاليفورنيا" قبل عامين، على سبيل المثال، عن اعتزامها السحب التدريجي لدراسة اللغة الألمانية كلغة تخصص، وإن كانت ما زالت تقدم بعض الدروس في هذه اللغة. كما عمد العديد من الكليات خلال السنوات الأخيرة إلى تقليص متطلبات اللغة الأجنبية بسبب ضغوط الميزانية.
لاري جوردون
محلل سياسي أميركي
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم. سي. تي. إنترناشيونال» 
المصدر

الأربعاء، 22 ديسمبر 2010

غوغل تعلن إضافة اللغة العربية إلى اللغات المدعومة بميزة اللفظ الصوتي "eSpeak"

أعلنت شركة غوغل، يوم الثلاثاء، أنها أضافت اللغة العربية، لأول مرة، إلى اللغات المدعومة بميزة اللفظ الصوتي "eSpeak التي تحول النص إلى كلام ضمن خدمة "Text-to-Speech" المتوفرة في ترجمة غوغل.
وذكرت بوابة الأخبار التقنية أن مهندس النظام في الشركة، أليكس سالسيانو، قال إن إحدى أهم الميزات في تطبيق الترجمة من غوغل، التي يستمتع بها بها المستخدمون هي القدرة على سماع الترجمة بصيغة صوتية".
وأشار إلى أنه "لسماع الملفات الصوتية للكلمات المترجمة، نحن نستخدمspeech synthseizer ، وهي الخوارزمية التي تقوم بتحويل النص المكتوب إلى صوت مسموع"، مضيفا أن الشركة قامت بإطلاق تحديث لهذه التقنية".
وأشارت الشركة إلى الميزة قدمت الدعم لثلاث لغات جديدة في خدمة سماع النصوص المترجمة، وهي اليابانية والكورية، إضافة إلى العربية.
كما قامت الشركة بتطوير بعض من اللغات القديمة التي كانت مدعومة سابقا، حيث طورت سبعة عشر لغة، وهي التشيكية والصينية والدانمركية والهولندية والفنلندية والفرنسية والألمانية واليونانية والمجرية والايطالية والنروجية والبولندية والبرتغالية والروسية والاسبانية والسويدية والتركية.
وكانت شركة "Google" بدأت بتحويل النص إلى كلام لأول مرة في شهر تشرين الثاني عام 2009، بلغتين هما الانكليزية والكريولية "الهاييتية"، ثم أضافت خمس لغات وهي الفرنسية والايطالية والألمانية والهندية والاسبانية.
وأوضحت غوغل في وقت سابق أن تقنية "eSpeak" التركيبية تتيح توفير لغات متعددة بحجم صغير لكنها ليست طريقة طبيعية أو سلسة مثل التقنيات التركيبية الأكبر التي تستند إلى تسجيلات النطق البشري.
وكانت الشركة غوغل أضافت، في شهر أيار الماضي، 27 لغة إلى اللغات المدعومة بهذه الميزة، وهي الأفريكانية، الألبانية، الكاتالانية، الصينية "الماندرين"، الكرواتية، التشيكية، الدانمركية، الهولندية، الفنلندية، اليونانية، الأيسلندية، الهنغارية، الإندونيسية، اللاتفية، المقدونية، النرويجية، البولندية، البرتغالية، الرومانية، الروسية، الصربية، السلوفاكية، السواحلية، السويدية، التركية، الفيتنامية، وأخيرا الويلزية.
يشار إلى أن عدد اللغات المدعومة في هذه الميزة وصل إلى 37 لغة، لكنها في المقابل لا تدعم الميزة 16 لغة أخرى توفرها خدمة غوغل للترجمة. المصدر
سيريانيوز

الخميس، 9 ديسمبر 2010

تعلم اللغة العربية يتزايد في جامعات أمريكا

الخميس 03 محرم 1432 الموافق 09 ديسمبر 2010
 
تعلم اللغة العربية يتزايد في جامعات أمريكا

الإسلام اليوم/ وكالات
كشفت دراسة أمريكية حديثة عن ازدياد الإقبال بين الطلاب بالجامعات الأمريكية على تعلُّم اللغة العربية بوتيرةٍ سريعةٍ في العام الماضي مقارنة بالعام 2006.
وأظْهرت الدراسة التي نشرت نتائجها أمس الأربعاء أنّ التسجيل في مقررات اللغة العربية في الجامعات الأمريكية زاد بدرجة بلغت نسبتها 46 % عن الأعوام السابقة، وفاقَ نسبة التسجيل في مقررات اللغة الروسية واللاتينية وجاء في المرتبة الثامنة.
وأوْضَحت الدراسة التي تجريها رابطة اللغات الحديثة منذ عام 1958 والتي أجرتها 22 مرة منذ ذلك التاريخ، أنّ عدد المسجلين لدراسة العربية تزايد من 5500 عام 1998، الذي شهد إعلان تنظيم القاعدة المسؤولية عن تفجيري نيروبي ودار السلام، إلى نحو 11 ألفًا عام 2002، لكن العدد قفز إلى 35 ألفًا العام الحالي.
وأوضحت أنّ من بين اللغات الأخرى التي شهدت تقدمًا بنسبة تفوق العشرة بالمائة هناك اللغة الكورية بزيادة بلغت (19 %)، والصينية (2ر18 %)، ولغة الإشارات الأمريكية (4ر16 %) والبرتغالية (11%).
وبحسب الدراسة فإنّ اللغة الإسبانية تبقى اللغة الأجنبية الأكثر دراسة في الجامعات الأمريكية حيث تسجل لدراستها 865 ألف طالب العام الماضي بارتفاع بلغ (5 % عن العام 2006)، تليها الفرنسية والألمانية. وتعتمد الدراسة على التسجيلات الجديدة وليس على مجمل عدد الطلاب الذين يُتابِعون دروسًا لغوية، وتشمل 99% من معاهد التعليم العالي الأمريكية.

مقرر مادة النحو /2/ من قسم اللغة العربية ادارياً فقط لـ 450 طالب وطالبة


علم طلاب جامعة حلب من مصادر مطلعة في كلية الاداب بأن مقرر ( النحو والصرف ) الذي صدرت نتائجه مؤخراً سيعتبر ادارياً فقط للطلاب الذين لا علامة لهم ومسجلين على دفتر الحضور .
وأكد المصدر بان اللجنة التي شكلت ستجتمع قريباً لاحصاء عدد الطلاب الذين ذهبت علامتهم في تلك المادة مع الحريق ليصار الى اعلان اسماءهم قريباً.
وتوقع المصدر ان يكون عدد هؤلاء الطلاب حوالي / 450 / طالب وطالبة فقط .
كما وتوقع المصدر بان تنهي اللجنة اعمالها خلال اسبوع ليصار لاعلان اسماء الطلاب .
وأكد المصدر بان الطالب الراسب في هذه المادة لن يستفيد من اعتبارها ادارية .
يذكر ان  الطلبة المتوقع عددهم حوالي /450/ طالب  وطالبة هم من متضرري الحريق المفتعل الذي اتى على غرفة امتحانات اللغة العربية والتركية في مطلع الشهر الثامن من العام الحالي حيث تمكن الموظفون من انقاذ ما تم انقاذه ليبقى من ركامه نتجة مادة النحو 2 لـ 450 طالب بحسب التوقعات .

“إشكالية اللغة العربية في المواقع الإلكترونية”.. ورشة عمل بدمشق

المدينة - دمشق
أنهت ورشة عمل “إشكاليات اللغة العربية في المواقع الالكترونية” التي أقيمت في العاصمة السورية دمشق بالتعاون مع الأمانة الفنية لمجلس وزراء الإعلام العرب بجامعة الدول العربية أعمالها هذا الأسبوع، حيث تناولت الورشة عبر جلساتها على مدى يومين واقع وآفاق اللغة العربية في المواقع الألكترونية، حيث تم عرض عدة مسائل منها إشكالية استعمال اللغة العربية في المواقع الألكترونية وطرائق إنعاشها على الشبكة وتحرير النصوص العربية بلغة الانترنت والكتاب الألكتروني والكتاب الورقي.
كما تناولت محور التقانات اللغوية الخاصة بالمواقع الألكترونية حيث تمت مناقشة استخدام اللغة العربية في كتابة أسماء النطاقات في الانترنت والترجمة الآلية للعربية ولغة الطفل العربي ومواقع الأنترنت والبرمجة في المواقع الألكترونية.
وأكد المستشار ياسر عبدالمنعم مدير الإدارة الفنية لمجلس وزراء الاعلام العرب في جامعة الدول العربية أهمية الورشة وموضوعها لكونه يمثل محورا وهدفا بالنسبة للإعلام الالكتروني خاصة في ظل التحديات التي تواجه الاشكاليات الموجودة في المواقع الالكترونية ولاسيما فيما يتعلق بضعف اللغة العربية.
وناقش المجتمعون ما أسموه مخاطر اللغة غير المعيارية في المواقع، حيث تم تعريفها بأنها تلك اللغة التي تلتزم قواعد المنظومة اللغوية بمستوياتها الدلالية ورسمها الاملائي. وبينوا أن اشكال هذه اللغة تظهر في الكتابة باللهجات العامية والكتابة بأحرف لاتينية واستبدال الاحرف بالارقام واستخدام الكلمة الدخيلة في اللغة العربية افعالا واسماء وتراكيب وجملا اضافة الى استخدام الكلمات المرمزة واستخدام الكلمات المختصرة بحرف او حرفين وترميز الانفعالات وتكرار حرف معين في كلمة معينة لتحميلها شحنة عاطفية من العيار الثقيل.
ولفت الحاضرون إلى ضرورة مساءلة المواقع التي تنشر بلغة غير معيارية وتعريب اسماء المحال التجارية وإعادة اللغة العربية إلى وجدان الانسان العربي بإثارة غيرته وحميته على لغته. كما اعتبروا الكتاب الرقمي قفزة نوعية تفوق في أهميتها اختراع الأبجدية واختراع المطبعة لاتساع قاعدته الشعبية ومادته العلمية.
وتأتي الورشة في إطار مقررات اجتماع اللجنة العربية للإعلام الالكتروني وهي إحدى اللجان المنبثقة عن مجلس وزراء الاعلام العرب بجامعة الدول العربية. وشارك فيها إعلاميون وأدباء وكتاب وتقنيون في مجال المعلوماتية ومديرو مواقع الكترونية من اتحاد الكتاب العرب ووزارات الثقافة والإعلام والاتصالات والتعليم العالي.

الاثنين، 29 نوفمبر 2010

مسؤول أممي: اليونسكو يحتفل باللغة العربية 15 ديسمبر المقبل

الاثنين 29 نوفمبر 2010
أكد كيو آكاساكا، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الاتصالات والإعلام، أن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) تسعى -خلال الفترة المقبلة- إلى تنفيذ مجموعة من البرامج لضمان وصول المعلومات والمعرفة إلى أكبر عدد من الناس في مختلف دول العالم وبلغات عديدة، مشيرا إلى أن الفترة الأخيرة شهدت تضاعفا في عدد مستخدمي شبكة الإنترنت في العالم، ولكن بنسب غير عادلة، وخاصة في الدول النامية.

جاء ذلك خلال افتتاح أعمال الندوة الدولية الثالثة حول (التعددية اللغوية والعولمة والتنمية) التي نظمتها مكتبة الإسكندرية بالتعاون مع بيت اللغات (لينجوامون) ومؤسسة (روبرتو مارينهو) بالبرازيل وبرعاية اليونسكو وإدارة شؤون الإعلام بالأمم المتحدة.

وأشار المسؤول الأممي إلى أن القائمين على برامج ومواقع الإنترنت الأكثر انتشارًا أدركوا أهمية التنوع اللغوي، فتم توفير محتوى موقع (اليوتيوب) بأكثر من 12 لغة، وتعديل تطبيقات (فيسبوك) لدعم جميع اللغات، مؤكدا أن موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) أعلن عن إطلاق نسخة باللغة العربية بحلول عام 2011.

وقال آكاساكا: "إن برامج ودراسات اليونسكو الحديثة أكدت أن اللغة الإنجليزية ليست اللغة الأكثر انتشارا على الإنترنت، كما تشير بعض الإحصاءات، حيث إن المحتوى المقدم باللغة الإنجليزية على الإنترنت انخفض من 80% إلى أقل من 40%، نتيجة زيادة المحتوى باللغات الفرنسية والأسبانية والألمانية والصينية وغيرها".

وأكد أنه من أهم وأحدث برامج اليونسكو في هذا المجال هي (أيام اللغات)، حيث يتم اختيار يوم في السنة للاحتفال بلغة من لغات اليونسكو الست الرسمية، حيث يتم تسليط الضوء على البرامج التعليمية والخدمات التي تقدمها اليونسكو بهذه اللغة، وسيتم الاحتفال بيوم اللغة العربية يوم 15 ديسمبر المقبل.

ومن جانبه، قال السفير محمد صبيح، الأمين العام المساعد للجامعة العربية: "إن الجامعة تضع كل إمكانياتها لدعم برامج التعدد اللغوي وإنشاء المنتديات العلمية مع الدول المختلفة كاليابان ودول جنوب أمريكا اللاتينية، وغيرها، وذلك انطلاقا من إيمانها بأهمية التواصل ومعرفة الآخر والتعرف على ثقافات الشعوب المختلفة".

وأشار صبيح إلى أن الإسكندرية كثيرًا ما كانت منارة للحضارة والتبادل الثقافي والتنوع اللغوي، كما أن اللغة العربية نفسها تتمتع بالثراء في لهجاتها المختلفة التي تضفي عليها التنوع والحيوية.

وفي سياق متصل، أكدت جوي سبرينجر، مديرة برنامج ذاكرة العالم بمنظمة اليونسكو، أن اليونسكو تؤمن بأن اللغة هي أداة نشر السلام والمعرفة في العالم، وبوابة التعرف على الثقافات المختلفة، لافتة إلى أن التعددية اللغوية العالمية تواجه خطر الانحسار، فقد أكدت دراسة حديثة أن نصف لغات العالم ستختفي بحلول عام 2050.

وأشارت إلى أن منظمة اليونسكو أطلقت برامج متعددة لتوفير فرص جديدة للتواصل بين أكثر من ستة آلاف لغة في العالم، والتركيز على موضوعات التعددية اللغوية، منوهة إلى أن برامج اليونسكو تهتم بشكل خاص بالتعددية اللغوية على الإنترنت، حيث أطلقت مبادرات لتعزيز التنوع اللغوي وتشجيع الدول المختلفة على وضع سياسات لغوية على الإنترنت.

وأضافت أن منظمة اليونسكو تقوم حاليا بإجراء دراسة لقياس التعدد اللغوي على الإنترنت وبحث سبل استخدام جميع اللغات في مواقع الخدمات العامة، مع التأكد من تضمين لغات الأقليات بها.

يذكر أن الندوة -التي تستمر يومين- تأتى استكمالا لسلسلة الندوات الدولية التي تعقد حول التنوع اللغوي والعولمة والتنمية، بعد إعلان الأمم المتحدة لعام 2008 (سنة دولية للتنوع اللغوي)، وانعقدت الندوة الدولية الأولى للتنوع اللغوي والعولمة والتنمية في نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية عام 2008، لختام السنة الدولية للغات، بينما انعقدت الندوة الثانية في ساو باولو عام 2009.

الخميس، 25 نوفمبر 2010

"كانون" تطلق أوّل طابعة باللغة العربية

المستقبل - الجمعة 26 تشرين الثاني 2010 


أطلقت كانون الشرق الأوسط، الشركة الرائدة في حلول التصوير والأعمال، أول طابعة ليزرية لها تضمّ برنامج تشغيل باللغة العربية. ومن المتوقّع أن تصبح i-SENSYS LBP6000، وهي طابعة ليزرية باللونين الأبيض والأسود من الخيارَ المفضّل لقطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة النامي في الشرق الأوسط.
وتجاوبت كانون الشرق الأوسط مع هذا الطلب بتقديم i-SENSYS LBP6000 المتلائمة تماماً مع المكاتب، فهي تعمل بسكون في نمط "النوم" بدون "أزيز" الخلفية الذي تصدره بعض الطابعات. وبالكاد تحتاج الطابعة إلى وقت للبدء بالعمل ومنح طباعة سريعة، ما يوفّر الكثير من الوقت.
ويقول بيتو ماتام، مدير المنتج في كانون الشرق الأوسط: "عندما استمعنا إلى عملائنا أدركنا وجود طلب كبير على برنامج طبع بالعربية للمنطقة لا يتطلّب الكثير من الموارد. فأخذنا ذلك في الحسبان وطوّرنا برنامج تشغيل قوي يعود بمنفعة كبيرة على الشركات المتزايدة التي تعتمد على طابعات كانون".
ويقدّم الطراز الجديد حلاً منخفض الاستهلاك والكلفة بفضل تقنيات i-SENSYS الرائدة من كانون، منها الطبع السريع لأول ورقة وعبوات حبر شاملة لا تحتاج إلى الصيانة. وبتصدّر هذه الطرازات فئتها في إجمالي استهلاك الطاقة (TEC) تقدّم توفيرات كبيرة في الطاقة وتصبح الأكثر فعالية في سوق الطابعات الليزرية بقياس A4 وباللونين الأبيض والأسود".
وأضاف: "التصميم المدمج والتأثير البيئي المنخفض اللذين تتحلّى بهما i-SENSYS LBP6000 يجعلانها ملائمة تماماً مع أي بيئة عمل صغيرة أو مكتب منزلي. وتتناسب تكنولوجيا i-SENSYS الليزرية مع أولئك الذين ينشدون مستندات بمظهر محترف وصور واضحة، بسرعة وبشكل متكرّر. وسوف تتناسب المجموعة المستخدم الذي يطلب الثبات والسرعة والنوعية".

مجمع اللغة العربية يعقد مؤتمره السابع والسبعين

بعنوان "اللغة العربية ومؤسسات المجتمع المدنى"..

مجمع اللغة العربية يعقد مؤتمره السابع والسبعين

الخميس، 25 نوفمبر 2010 - 13:40
 د.محمود حافظ رئيس مجمع اللغة العربية
د.محمود حافظ رئيس مجمع اللغة العربية
كتب بلال رمضان
 
يعقد مجمع اللغة العربية برئاسة د.محمود حافظ مؤتمره السنوى فى دورته السابعة والسبعين (2010- 2011) بعنوان "اللغة العربية ومؤسسات المجتمع المدنى".

وتُعقد الجلسة الافتتاحية للمؤتمر فى الساعة العاشرة من صباح يوم الاثنين الموافق 21 من مارس لعام 2011، بمقر المجمع بالزمالك، ويستمر المؤتمر لمدة أسبوعين.

وسيناقش المؤتمر فى هذه الدورة قضية "اللغة العربية ومؤسسات المجتمع المدنى" على أن تكون المحاور الرئيسية للمؤتمر هى "موقع اللغة العربية فى الحياة اليومية للمجتمعات العربية، ثقافة اللغة العربية الصحيحة بين أفراد المجتمع، دور المسئولين فى نشر اللغة العربية فى مؤسساتهم وتنميتها، دور الوحدات المحلية فى دعم اللغة العربية، تجارب الدول المختلفة فى التعامل مع لغاتها القومية حفاظًا ونشرًا وتنمية، قانون المجمع الجديد وتفعيل نشر اللغة العربية".

وسيلقى الدكتور محمود حافظ رئيس المجمع كلمة افتتاحية، وذلك بحضور كل من الدكتور هانى هلال، وزير التعليم العالى والدولة للبحث العلمى، الذى سيلقى كلمة فى الجلسة الافتتاحية، وعدد من أعضاء المؤتمر من الدول العربية الشقيقة والإسلامية الصديقة وسائر بلدان العالم.

كما يلقى الشاعر والأمين العام للمجمع فاروق شوشة كلمة بعنوان "بين مؤتمرين" يتطرق فيها إلى أهم إنجازات وأعمال المجمع خلال الدورة المجمعية الحالية.
وفى ختام الافتتاحية سيلقى أحد أعضاء المجمع من العرب (الدكتور ناصر الدين الأسد عضو المجمع من الأردن) كلمة الوفود.

ومن المقرر مشاركة عدد من أعلام اللغة العربة والأدب ومختلف العلوم والفنون فى مصر وجميع أنحاء العالم العربى والغربى، بالإضافة لمشاركة أعضاء المجمع من داخل مصر وخارجها، والأعضاء المراسلين العرب والأجانب، وكذلك مشاركة كبار الشخصيات العامة المصرية والعربية والأجنبية من الدول المختلفة، منها: ليبيا والأردن وفلسطين والعراق وقطر والسودان والجزائر وتونس والمغرب والسعودية وسوريا واليمن والكويت وإيران وموريتانيا وأسبانيا وأمريكا والمجر وإنجلترا وتركا وهولندا ورومانيا والسنغال ونيجريا وإندونيسيا والصين وباكستان وأوزبكستان واليابان والهند وأذربيجان وكازاخستان...إلخ.

الثلاثاء، 16 نوفمبر 2010

الخلط بين اللغات واللهجات في أغلب البرامج يغيب دور اللغة العربية

  الإذاعات الخاصة

.. إذا كان الهدف من إحداث الإذاعات الخاصة هو تقريب الإعلام السمعي من المستمعين، فهذا شيء محمود لأن هذا التقريب حول مستمعي هذه الإذاعات الإنخراط المباشر في العديد من البرامج عبر الإتصال الهاتفي المفتوح بينها وبينهم للتعبير عن آرائهم ومعاناتهم في نفس الوقت. إلا أن هذا لا يعفينا القول بملاحظة تكاد تكون عامية عن أغلب البرامج المقدمة بهذه الاذاعات وتهم بصفة خاصة معدي ومعدات هذه البرامج المتنوعة مابين الفنية والثقافية والحوارية والرياضية والاقتصادية الذين يغيبون بشكل ملفت للنظر اللغة العربية وفسح المجال في هذا البرنامج أو ذاك لتدخل لغات أخرى (الفرنسية) أو اللهجات المحلية والكثير من الكلمات الزنقوية لدرجة يختلط فيها الأمر على المتلقي وهو يسمع خليطا من الكلمات بالعربية وأخرى بالفرنسية أو باللهجات، مما يفقد هذه البرامج قيمتها ويفرغها من محتواها بفعل هذا الخلط بين اللغات واللهجات وكما هو الحال أيضا في الأغاني المقدمة فيها التي تجمع مابين الأصيل والأنواع الصاخبة المزعجة للأذن المحلي منها والغربي، وهذه الظاهرة التي أصبحت متفشية في أغلب هذه الاداعات تدعونا إلى التساؤل عن أسباب تغيب هذا النوع من البرامج التي من المفروض وأهمية مواضيعها الاجتماعية على وجه الخصوص أن تكون ذات صبغة متزنة على مستوى التبليغ باحترام اللغة المقدمة بها إما عربية صرفة أو فرنسية أو لهجوية حتى لا يختلط الأمر فيها على المستمع بانقطاع فهمه وهو يستمع إلى نقاش تتنوع فيه ألسنة المعد والضيق والمتصلين وكل واحد يمزج ما بين عربية وفرنسية ولهجات محلية مختلفة.
إننا بإبداء هذه الملاحظات لا بنخس المجهود بهذه الاداعات ومعدي ومعدات برامجها بقدرما نريد أن يلفت الإنتباه إلى ضرورة احترام أسماع المستمعين الدين لابد أن نخاطبهم باللغة التي يفهمونها والتي ليست بالضرورة أن تكون خليطا بقدر ما يجب أن تكون واحدة في ذات البرنامج لضمان تشبث المستمعين به إنطلاقا من فهم كل فقراته وما يدور فيه من حوار مع التأكيد على جعل اللغة العربية هي صاحبة الأسبقية عن باقي اللغات واللهجات ليس من باب هيمنتها ولكن بإبراز حضورها في إذاعات مغربية لغة البلاد فيها الرسمية هي العربية.
محمد بلفتوح

الجمعة، 12 نوفمبر 2010

اللغة العربية والدراسات البينية في أبوظبي للثقافة والتراث

11-11-2010 9:05:41
صورة من المحاضرة التي قدمها الدكتور سعد مصلوح


أبوظبي- العرب أونلاين- أقامت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث محاضرة بعنوان "اللغة العربية والدراسات البينية" قدمها العالم اللغوي العربي الدكتور سعد مصلوح والحاصل على جائزة الشيخ زايد للكتاب في مجال الترجمة وذلك في مساء الأربعاء 10 نوفمبر 2010 في قاعة المحاضرات في المسرح الوطني بحضور عدد من أساتذة اللغة العربية والصحفيين المهتمين.


استعرض الدكتور سعد مصلوح نظريات الألسنية الحديثة في تطبيقاتها الاجتماعية والاحصائية معتبراً أن الألسنية الإحصائية التي كانت من أولى أطروحاته في البحث اللغوي الأدبي باتت اليوم مستخدمةً في عدد من التخصصات البعيدة عن تخصص اللغة والأدب العربيين، وبات يستخدمها طلاب تقنية المعلومات في العديد من الجامعات.


ورأى الدكتور أن هناك حاجة ماسة عند العرب في يومنا الحاضر إلى البحث المعرفي الشامل وإلى المتخصص الشامل في المعرفة المتعددة لا الواحدة، بحيث نستعيد مجدنا العلمي والمعرفي كما سبق وتحقق على يد كبار العلماء وأصحاب المعارف الذين اجتمعت لديهم معارف متنوعة ولكن ضمن الاختصاص الواحد الواسع، كما الجرجاني وسيبويه وغيرهما.


وأضاف أن العلاقة التي كانت قائمة قديما بين العالم والمتعلّم هي علاقة تلاقح وتبادل معرفي واتصال لا انفصال، موردا المثل على ذلك في كتابة الغزالي لكتابه "تهافت الفلاسفة" ثم تأليف ابن رشد كتابه "تهافت التهافت" رداً على كتاب الغزالي نفسه، مشيراً إلى أن هذا التبادل المعرفي هو ما نحتاجه في راهننا العربي الذي يفتقد إلى العالم المتعدد التخصصات في واحدة، ليكون بذلك المفتاح إلى النهضة العربية الحديثة في الفكر والمعرفة والانفتاح على العلوم لامتلاك تقنيات الحداثة والمعاصرة، معتبراً أن سبب تخلف الدراسات اللغوية والأدبية يكمن في الفصل بين اللغة والأدب في التخصص الجامعي أولا، ومن ثم الدفع بالطالب إلى التزام التخصص الأحادي التركيز بحيث يصبح الطالب ضيق الأفق وقليل الحيلة في احتكاكه بالآداب والعلوم العالمية.


وقد قدم الحاضرون مداخلات تعقيبا على المحاضرة رأوا في معظمها صدق الدكتور في توصيفه للحالة التي تعاني منها اللغة العربية والمعارف المرتبطة بها، مشيدين باتجاه العديد من الجامعات إلى اعتماد الكتب المتخصصة التي تعالج هذا القصور المعرفي وتسهم في إصلاح الخلل المنهجي الذي ينعكس في التخصصات الجامعية التي تظل بعيدة عن ما قدمه العلماء الأوائل من إنجاز معرفي استفادت به البشرية قديما وحديثا.

الأربعاء، 3 نوفمبر 2010

تخريب اللغة العربية!

تاريخ النشر: الخميس 04 نوفمبر 2010
الدكتور / أحمد عبد الملك
بداية، نعترف بأننا لا نتعقب أخطاء الآخرين، ولا نتحمس للغة العربية دونما مبرر. فالتخريب الذي يجري بحق اللغة العربية يتزايد وينتشر، كلما دخلت منتجات جديدة للسوق وكلما ظهرت صحف أو قامت قنوات فضائية أو محطات إذاعية.
ولكن هنالك أساسيات وبدهيات في اللغة العربية لا يجوز تجاوزها على اعتبار أن اللغة العربية هي لغة القرآن الكريم، وهي الحافظة لفكر الأمة وعقيدتها. ولا تجوز التضحية باللغة مقابل فتاة حسناء تكون بين عشية وضحاها مذيعة دُمية. كما لا يجوز أن تترك الأكشاك الإعلامية التي تنتج الإعلانات كي تمارس غيّها في تخريب اللغة العربية. ولا تجوز أيضاً التضحية باللغة العربية لأن من المستشارين الأجانب أو العرب حاملي الجنسيات الأوروبية لا يتقنون اللغة، ويهمهم البهرج الإعلامي دون المضمون.
وقد تسمع من الإذاعة مذيعات تتعجب كيف تم توظيفهن. إحداهن تقول: ضمن مبارياتُ (بضم التاء) الدوري الوطني (والصواب أن تكون مباريات مضافة فهي مجرورة). أو وقد عَبَرَ البيان (والصواب عبّر بالتشديد)!
وقد تسمع إعلانات تتعجب كيف تم تسجيلها؛ مثل: ووضعنا قواعداً ومفاهيماً لعملنا (والصواب أن قواعد ممنوعة من الصرف كونها على وزن مفاعل، ومفاهيم أيضاً ممنوعة من الصرف لأنها على وزن مفاعيل، ولا يجوز تصريفها إلا عند الإضافة). وهذه مشكلة قد يقع فيها كثير من المتعاملين مع الإعلام لأنهم يعتقدون أن الكلمتين في وضع مفعول به ويجب نصبهما! وهنا تبدو ضرورة أن تقيم المؤسسات الإعلامية -خصوصاً الجديدة- دورات تدريبية لمذيعيها، تقدم لهم أساسيات علم النحو المُبسط، وبصورة محببة، وبنماذج يسهل استيعابها. ونحن ندرك أن كثيرين من مذيعي ومذيعات الخليج من المواطنين والمواطنات لا يتحمسون للّغة العربية، ويفضلون أن يبقوا في محطة الـ F.M.طيلة حياتهم دون أن يتقدموا قيد أنملة في اللغة، لأنهم يتحدثون باللهجة المحلية التي لن توصلهم يوماً إلى مصاف المذيعين المشهورين وأصحاب الرؤى المتجددة في عالم الإعداد والتقديم.
إن أغلب أخطاء المذيعين والمذيعات وصانعي الإعلانات تكمن عادة في ما بعد المصدر! ونحن نعلم أن ما بعد المصدر دوماً يكون مجروراً لأنه مضاف، كقولنا: إقامةُ حفلةٍ عامرةٍ ( لابد من جر حفلة وكذلك صفتها عامرة).
ومن أمثلة الممنوع من الصرف ما جاء على وزن مفاعل أو مفاعيل أو فعلاء، ومن أمثلة ذلك قولنا: للتعرف على مكامنَ آمنةٍ للجيش (لا يجوز تصريف مكامن ولو أنها جاءت بعد حرف الجر "على" لذلك تنصب، بينما تجر "آمنة" لأنها في الأصل صفة لمجرور منع من جره وزن "مفاعل"، ولكن عندما يتم إضافة الممنوع من الصرف فإنه يصرف. مثل التعرف على مكامنِ الجيشِ الأميركي، نلاحظ هنا تصريف "مكامن" لأنه مضاف والجيش أيضاً لأنه مضاف إليه.
ومن الأمثلة أيضاً قولنا: وشرحَ المحاضرُ محاذيرَ جديدةً في علم الطب (هنا لا نصرف "محاذير" لأنها جاءت على وزن مفاعيل، كما أننا ننصب "جديدة" على أساس أنها صفة لمحاذير المنصوبة، ولكن في حالة إضافة "محاذير" كما في القول: "علقَ المحاضرُ على محاذيرِ التعرضِ للشمس"؛ فإننا هنا نصرّف محاذير كونها وقعت في موقع الإضافة ونجر أيضاً التعرض كونها مضافاً إليه).
إننا لا نريد تحويل المقال إلى درس في النحو، ولكننا أردنا أن نبسط الأمور لبعض إخواننا الإعلاميين الذين يتخوفون من اللغة العربية الجميلة. ونحن نعلم أن بعض المعدين أو المحررين في نشرات الأخبار يقومون بوضع العبارات الصحيحة، وتبقى قضية التشكيل البسيط.
أما إذا دخلتَ الطائرة فإنك تسمع العجب من بعض المضيفين، ومن أمثلة ذلك: من المتوقع أن نصل مطار لندن في الساعة الخامسة وعشرون دقيقة! والصواب: في الساعة الخامسة وعشرين دقيقة. أو مرحباً بكم في مطارَ (بالفتح) الدوحة الدولي! والصواب أن "في" حرف جر، ولذا يستوجب الأمر (كسر) كلمة مطار! أو نرحب بالركاب المنضمون لنا في مواصلة الرحلة، فنلاحظ رفع "المنضمين" والواجب كسرها.
إننا لا نتعصب للغة أو نتحمس لها أكثر مما ينبغي؛ ولكن يؤسفنا أن يتم ذبح اللغة العربية بهذه الصورة من أجل أن نخرج دمية جميلة على الشاشة دون تدريبها التدريب الجيد، أو أن ندع كل من هبَّ ودبّ يتحدث باللغة العربية دونما معرفة أو إجادة لها.
وعلى اتصال باللغة، ظهرت محطات F.M التي قد ينتسب إليها أكثر من عشرة مذيعين ومذيعات لا يتقن أيٌّ منهم اللغة العربية! وقد نسمع منهم كلمات محلية مغرقة في المحلية، وبعضهم ربما يلجأ إلى تمثيل البساطة والتلقائية إلى درجة "السماجة"، فتسمع حوارات بين مذيع ومذيعة فتكاد تتقيأ من رداءة الكلمات، مثل: عيش وصالونه ورويد وبقل ودقوس، أو الرجل الطلعاوي! ولا أدري من أين جاءوا بهذا الاشتقاق؟! وتسمع ترديداً لكلمات كثيرة دونما حاجة، فقط لأن المذيعة ليست لديها ثقافة عامة! ولن أتحدث عما يحصل خلال شهر رمضان المبارك في بث برامج المسابقات! فقد يضطر مذيعو هذه المحطات إلى نطق الأسماء باللغة العربية الفصحى، وهنا تظهر سطحية بعض هؤلاء المذيعين: سمعت مذيعاً أجزمُ بأنه لا يعرف أخوات كان، ينطق اسم القائد الإيراني (قورَش) بفتح القاف وتسكين الراء، كما نطق الاسم الأول لـ"سيبويه" كهذا: بَشَّرَ بالفتح وتشديد الشين، والأصل بِشْر بتسكين الشين. ناهيك عن نطق أسماء الأماكن المعروفة في العالم مثل: الأكروبولس، وبرج إيفل، وولاية "مين" الأميركية التي تنطق "مين"؟ أي مَن الشخص؟! وفي عالم الرياضة قد تجد قتلاً لا حدود له عند بعض المعلقين كأن تسمع: نزل الفريقين إلى الملعب (والصواب الفريقان) لأنه مثنى مرفوع بالألف. أو سجّل أهدافُ المباراة.. (والصواب: سجلَ أهدافَ المباراة) لأنه مفعول به منصوب.
ارحمونا يا أهل الإعلام، فلغتنا هي حضارتنا ومستقبلنا.





دفاعاً عن اللغة العربية

محمد عبد الفتاح السروري، 
الخميس، 4 نوفمبر 2010م
من الأباطيل المنتشرة في هذا الزمان مقولة أن اللغة العامية هي لغة المصريين الأصلية وتكاد تكون هذه المقولة تأخذ حكم المسلمات البديهية التي لا تقبل الجدل وبقليل من التروي نري أن هذه المقولة إنما هي حجة شديدة الغباء وعظيمة الكذب وذلك لأن المصريين لم يكونوا يتحدثون اللغة العربية علي الإطلاق قبل الفتح العربي لمصر فلم تكن اللغة العربية (عامية أو فصحي) لغة متفشية بين عموم أهل مصر أو هكذا تقول لنا كتب التاريخ وبعد الفتح العربي لمصر بدأت اللغة العربية تأخذ طريقها إلي ألسنة المصريين رويداً رويداً وبطبيعة الحال لم يكن من الممكن استبدال لغة محل أخري بسهولة ولا ثقافة محل ثقافة أخري بين عشية وضحاها وعلي ما يبدو أن بقاء بعض المفردات من اللغات المنقرضة علي ألسنة الأحفاد قد ساعد علي رسوخ هذه الفرية بأن اللغة العامية هي أساس لسان المصريين وهذا - لعمري - لإفك مبين.

وحتي وقت قريب كانت اللغة العامية هي لغة العامة ( ومنها اشتق اسمها العامية )، ولم يكن أحد ممن ادركتهم حرفة الكتابة يجرؤ علي أن يدبج مقالاً له إلا باللغة العربية بل إن الكثيرين كانوا حريصين علي أن يتحدثوا بها إذا تم استضافتهم في لقاء إذاعي أو تليفزيوني وبعدما أصبح مجال الكتابة مفتوحاً أمام الجميع بحكم ثورة الاتصالات وتشعب الوسائل وكثرة عدد الصحف والمطبوعات أضحي من اليسير علي المتطفلين (والمستسهلين) أن يكتبوا بأي لغة شاءوا وليس عجيباً أن يتزامن هذا السيلان الصحفي مع تزايد الدعوات بضرورة تعلم اللغة القبطية وأهمية تعلم اللغة النوبية والسؤال الآن ماذا لو فعلها البدو بدورهم وطالبوا أيضاً بتعلم اللهجات البدوية علي اختلافها واعتبارها لغة مستقلة وهي اللكنات التي تحتوي علي بنيان كفيل باستقلاله عن اللغة العربية التي نتحدث بها؟ ماذا لو طالب البدو هم أيضاً بحقهم في الاعتراف باللغة البدوية (إن جاز التعبير) كلغة مستقلة. من المعروف أن اللهجة البدوية شديدة الصعوبة علي الفهم وخاصة إن لم يكن المتحدث بطيء النطق هذا غير اختلاف اللهجات من محل إلي آخر ومن منطقة إلي أخري.

والسؤال الذي يطرح نفسه وبقوة ماذا سيكون الحال لو أصبحت اللهجات البدوية لهجات مكتوبة وليست فقط منطوقة كما هو الحال الآن؟

إذا كان الأقباط يرون أن من حقهم عودة اللغة القبطية وإذا كان النوبيون يرون أن من حقهم التمسك باللغة النوبية فإن البدو في هذه الحالة أيضاً يصبح من حقهم أن يطالبوا بتسيد اللهجات البدوية تحدثاً وكتابة ومكمن الخطورة هو الكتابة بها لأن لغة التخاطب اليومية بين الناس شيء ولغة الكتابة شيء آخر تماماً أنا لا أفهم اللغة النوبية وكذلك القبطية واحسب أيضاً أن الأقباط لا يعون النوبية والنوبيون لا يستوعبون اللغة القبطية ولهذا فإن اللغة الجامعة التي تجمع كل هؤلاء هي اللغة العربية وأنا هنا أعني العربية الوسطي (لغة الصحافة المحترمة ونشرات الأخبار) ما يجمع كل هؤلاء هو اللغة التي يفهمها الجميع دون استثناء هذه اللغة التي تتعرض الآن لهجمات شديدة السوقية من قبل بعض الكتاب الذين أصبحوا يكتبون كما يتحدثون ولازلت علي دعوتي قائماً بضرورة تفعيل ميثاق يلتزم جميع كتاب الصحف به وهو عدم الكتابة إلا باللغة الأم هذه اللغة المحترمة التي يستوعبها الجميع علي اختلاف ثقافاتهم لأن الذي يقدم علي الكتابة باللغة العامية إنما يخون ثقافته ولغته وتراثه الذين يطالبون بإحياء اللغات الميتة والتحدث بها إنما يؤججون نار التصارع والشقاق فالنوبيون لن يتحدثوا القبطية والأقباط لن يتكلموا النوبية فما هو المرجو إذن من هذه الدعوات الكريهة؟

اللغة العامية ليست لغة المصريين الأصلية واللغة القبطية كانت طورا من أطوار التطور اللغوي في مصر واللغة النوبية لا يعرفها إلا أهل النوبة الكرام ولكننا جميعا نحن الذين ارتضينا مصر وطنا وانتماء لن نقبل أن يشرذمنا أحد ممن ينقادون وراء الدعوات الطفولية متي تعود اللغة العربية المحترمة إلي عالم الكتابة؟ هذا العالم الذي هجرته بفعل هؤلاء المتطفلين الذين يملأون حياتنا سوقية وانحطاطا.

ستعود اللغة العربية لعالم الكتابة عندما ترفض الصحف كتاب العامية ستعود اللغة العربية عندما ترفض المواقع الإلكترونية نشر المواد المرسلة لها ونشر التعليقات بلغة العوام والدهماء.

حينئذ لن يكون هناك مرتع لمن يريدون تحطيم أجل ما نملكه في ثقافتنا وأعني بذلك لغتنا الجميلة. 

الأحد، 31 أكتوبر 2010

جمعية مغربية تبحث سبل إعادة الاعتبار للغة العربية


2010-10-31

الرباط ـ 'القدس العربي': نظمت الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية، السبت بالرباط، مائدة مستديرة حول 'السبل القمينة بإعادة الاعتبار للغة العربية' لتدارس العوائق والإكراهات التي تحول دون اضطلاع هذه اللغة بدورها في كافة المجالات المؤسساتية والمجتمعية.
وأكد محمد العربي المساري، وزير سابق، أن اللغة العربية التي تعد بمنطوق الدستور اللغة الرسمية للبلاد، 'تتعرض لهجوم شرس' يحد من إشعاعها ونفوذها، في ظل واقع يتسم بهيمنة اللغة الفرنسية على حساب هذه اللغة، وقال إن المتتبع لمآل الوضع اللغوي في المغرب تتكون لديه قناعة 'بأننا في طور الانتقال من بلد ثنائي إلى بلد أحادي اللغة'، متمثلة في اللغة الفرنسية.
ودعا المساري الفاعلين والمهتمين والمنظمات غير الحقوقية والمجتمع المدني إلى التعبئة وبذل كل المساعي الكفيلة بتغيير هذا الوضع ورد الاعتبار للغة الضاد والنأي عن التوظيف السياسي والظرفي لهذه المساعي، وحذر من خطورة استعمال الفرنسية واللهجات العامية في الإعلانات والصحف والإعلام السمعي البصري، الذي يتم غالبا على حساب اللغة العربية. وأبرز أحمد العراقي، وزير سابق، أن هيمنة استعمال اللغة الفرنسية في الإعلام العمومي والقنوات الإذاعية والإدارات وعالم الاقتصاد ينتقص من الإرادة السياسية للمغرب في ما يخص نهج سياسة لغوية واضحة تروم بناء الإنسان المتشبع برصيده الثقافي والحضاري وقطع الطريق على عناصر التنافر بين مكونات هذه الهوية التي تعايشت وتلاقحت قرونا طويلة مع حضارات ولغات متعددة.
وأضاف العراقي أن التجارب التاريخية عبر العالم أظهرت أن العامل اللغوي يمكن أن يكون عامل تماسك اجتماعي، كما قد يكون عنصر تفرقة وتنافر، داعيا، إلى ضرورة 'التحكم في الأمن اللغوي للبلاد' من خلال تعزيز ثقافة الانتماء وتحصين الهوية من الاستلاب الفكري، في ظل التنوع الثقافي واللغوي للمغرب. واعتبر باقي المتدخلين أن اللغة العربية استطاعت أن تصمد على مدى قرون عدة في وجه التأثيرات الخارجية ومحاولات المستعمر الرامية إلى طمس معالمها واقتصار دورها على الجانب الديني والتاريخي وفك الارتباط بينها وبين أي دينامية اقتصادية أو اجتماعية أو تنموية لفائدة لغة المستعمر.
و أجمع المتدخلون على ضرورة تشجيع الإبداع العلمي والأدبي باللغة العربية لإعادة الاعتبار لها، ومأسسة مشروع النهوض بهذه اللغة بإحداث المزيد من مراكز البحث والأكاديميات ومعاهد الترجمة، واستفادة كتب الأطفال التي تصدر باللغة العربية من دعم وزارة الثقافة وسن سياسة ناجعة لمحو الأمية، على اعتبار أن هذه اللغة لا يمكن أن تتطور في بيئة توجد بها أمية.

لغة وسياسة.. عرب 9

أحمد نوفل - ما علينا في طلب نهضة قومنا وتحررهم وترقيهم ووحدتهم.. ما علينا في ذلك من حرج ولا علينا من سبيل. فالعصبية شيء، وإنهاض أجزاء الأمة بدءاً من قومك وعشيرتك الأقربين، شيء آخر.

البدء بالأقربين، هو الأقرب إلى منهج الدين. وهكذا بدأ النبي الأمين. وهو سيد العالميين من دعاة رب العالمين، ومن الأنبياء والمرسلين. فلما استقرت دعوته في قومه صلى الله عليه وسلم، ودخل الناس (أي العرب كأنهم هم الناس) في دين الله أفواجاً، طفق بعد ذلك يخاطب العالم ويرسل الرسائل إلى الزعماء والملوك.

أبين هذا لأنه يدور في وهم بعض المتدينين أن التدين يناقض شعورك نحو أمتك وقومك وشعبك!

فقد وردت كلمة "قوم" في القرآن (206) مرات. وكلمة "يا قوم" (47) مرة. وكلمة "قوماً" (40) مرة. و"قومك" (11) مرة وباقي مشتقات قوم ومنها "قومه" (80) مرة أي ما مجموعه: 384 مرة.

فإلى القاموس بعد المعجم المفهرس لألفاظ القرآن.

الاستعراب:

قال في المعجم الوسيط: "واستعرب صار دخيلاً في العرب وجعل نفسه منهم."

قلت: إن أعداءنا المجرمين الصهاينة أعطوا كلمة الاستعراب والمستعربين مفهوماً سيئاً سلبياً منفراً. لأنهم يستخدمون هؤلاء المجرمين منهم، يستخدمونهم في مطاردة شبابنا، أو نشطاء الانتفاضة، أو كل مطلوب لهم. وهم في العادة كما هو معلوم من اليهود الشرقيين، أي اليهود من أصول عربية، وبعض الخونة من العرب.

ولكن "للاستعراب" مفهوماً آخر ليس يحمل الظلال السوداء التي حمّلها المجرمون لهذا المصطلح. وحرب اللغة بيننا وبينهم شديدة.

فهناك فريق من الدارسين الإسبان هم الذين يحبذون أن يتسموا بهذا الاسم.. ولا يحبذون الاسم الدارج المشتهر لأمثالهم من الدارسين، وهو اسم المستشرقين.

قال الأستاذ محمد عبد الرحمن القاضي في كتابه عن "ميغيل آسين بلاثيوس" ت1944 رائد الاستعراب الإسباني المعاصر، قال القاضي: "يرفض الكثير من الإسبان المهتمين بالدراسات العربية والإسلامية نعتهم بالمستشرقين. ويفضلون بدلها الاستعراب والمستعربين Arabistas نظراً لأنهم كلهم نذروا أنفسهم وحياتهم لدراسة اللغة العربية وآدابها وحضارة المسلمين وعلومهم في شبه الجزيرة الإيبيرية بصفة خاصة، دون أن يهتموا بلغات شرقية أخرى كالفارسية والتركية والأوردية وغيرها. ويلح المستعرب "بيدرو مارتينث" على استعمال كلمة "الاستعراب" Arabista لأن الدراسات التي بدأت في إسبانيا وازدهرت منذ وقت طويل كانت الدراسات العربية..

ومن هنا "يجب التمييز بين المستعربين والمستشرقين في إسبانيا، فالمستعربون هم الذين يهتمون بالدراسات العربية الإسلامية وبخاصة الأندلسية منها، والمستشرقون هم من يهتمون بقضايا الشرق على العموم وبخاصة قضايا الشرق الأقصى.

وإن نظرنا للتاريخ فإننا نجد أن الاستعراب استعمال قديم. استعمله "ابن القرية" وهو من خطباء العرب المشهورين بالفصاحة والبلاغة، وقد قال لما سأله الحجاج عن أهل البحرين: "نبط استعربوا" قال: فأهل عُمان؟ قال: "عرب استنبطوا".

أما في الأندلس فقد أطلقت كلمة المستعربة أو المستعربين على العناصر المسيحية التي استعربت في لغتها وعاداتها، ولكنها بقيت على دينها محتفظة ببعض تراثها اللغوي والحضاري، وقد حفظت لهم الدولة الإسلامية حرية العقيدة..

وينقل د.سيمون الحايك عن القس Alvaro حزنه على أحوال المسيحيين إبان الحكم الإسلامي فيقول: "إن الشباب المسيحي لا يجد اللذة والمتعة الروحية إلا في قراءة الكتب العربية وآدابها، فينفقون الأموال الطائلة على شراء هذه الكتب وينادون على رؤوس الأشهاد: أن لا آداب توازي الآداب العربية. أما الكتب المسيحية فلا تستحق الانتباه. آه ما أتعسنا إن المسيحيين منا قد نسوا لغتهم، وبين ألف شخص منهم لا يوجد واحد يحسن كتابة رسالة إلى صديقه باللغة اللاتينية، ولكن إذا طلبته للكتابة باللغة العربية أجاد كل الإجادة، بحيث إن الكثيرين من إخواننا في الدين يحسنون اللغة العربية أفضل من العرب أنفسهم".

(ولا تعليق على النص فلا نقول: إن التاريخ يعيد نفسه، وإنما انقلبت الصورة رأساً على عقب فصار بعضنا مع لغة الفرنجة يصنع ما صنعوا هم مع لغتنا!).

ومع مرور الزمن تطور مفهوم الاستعراب، وأصبح ذا طابع علمي يختص بدراسة حياة العرب وما يتعلق بهم من حضارة وآداب ولغة وتاريخ وفلسفات وأديان، وله أصوله وفروعه، ومدارسه وخصائصه وأتباعه ومنهجه وفلسفته وتاريخه وأهدافه، والمستعرب عالم ثقة في كل ما يتصل بالعرب، وهو من تبحر من غير العرب في اللغة العربية وآدابها وتثقف بثقافتها وعني بدارستها.

لقد أدى وأسدى الاستعراب الإسباني خدمات جليلة لا تقدر بثمن إلى الثقافة العربية والإسلامية والحضارة العربية الأندلسية بصفة خاصة. وذلك بفضل الاتصال الذي عرفته إسبانيا أيام الوجود العربي الإسلامي في شبه الجزيرة الإيبيرية لمدة ثمانية قرون، كانت فيها اللغة العربية لغة علم وحضارة، انطلاقاً من السلطان السياسي المستقل الذي مهد لهذا السلطان الحضاري الشامل الذي جعل من إسبانيا أمة أوربية ذات خصائص متميزة.

يقول المستعرب الإسباني: "بيدرو مارتينيث": إن إسبانيا ما كان لها أن تدخل التاريخ الحضاري لولا القرون الثمانية التي عاشتها في ظل الإسلام وحضارته، وكانت بذلك باعثة النور والثقافة إلى الأقطار الأوربية المجاورة المتخبطة آنذاك في ظلمة الجهل والأمية والتخلف".

على أننا بعد أن عرّبنا الأندلس لساناً وثقافة وهوية فقدنا الأندلس جنة الله في الأرض، وتغربنا في الأرض، أو ذبنا في الإسبان، وعاد قسم منا إلى الدين المسيحي أو هرب إلى المغرب العربي في جو من المجازر والدماء النازفة.

وكان أخطر أسباب فقدان العرب والمسلمين للأندلس أمور: أخطرها على الإطلاق عودة العرب إلى القبلية الجاهلية، والعصبية الضيقة، فمن يصدق أن الحروب كانت تنشب بين قيس ويمن، أو القيسية والمضرية، بحيث يستعين كل طرف على الآخر بالإسبان، إلى أن أهلكهم الإسبان جميعاً.

ومن أسباب فقدنا إياها: الترف والمجون الذي ضرب فينا ضربته فأفسد الذوق والتدين والخلق والعقل ونخر الحضارة، وإذا رأيت قصورهم عجبت للصنعة، وحزنت لسبب "الضيعة"، أي ضياع هذه الجنة من أيدينا.

ومن أسباب النكبة ضعف الحكام، وأبو عبد الله الصغير نموذج وقد ظل غارقاً في ملذاته إلى أن داهمته القوات الإسبانية، فغادر غرناطة وقصر الحمراء وجنة العريف، وهو يبكي فقالت له أمه الإسبانية:

ابك مثل النساء ملكاً مضاعاً لم تحافظ عليه مثل الرجال

ولا نستقصي الأسباب. ونعود إلى "الاستعراب". قال الزبيدي في تاج العروس ج2 ص210 (وهو مرتب لا على المألوف، بل على أواخر الكلمات): "والاستعراب: الإفحاش في القول.. وفي الحديث أن رجلاً من المشركين كان يسب النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له رجل من المسلمين: والله لتكفن عن شتمه أو لأرحّلنّك بسيفي هذا، فلم يزدد إلا استعراباً، فحمل عليه فضربه، وتعاوى عليه المشركون فقتلوه".

قال المعجم الوسيط: "الأعراب من العرب: سكان البادية خاصة، يتتبعون مساقط الغيث ومنابت الكلأ. الواحد: أعرابي.

والإعراب: تغيير يلحق أواخر الكلمات العربية من رفع ونصب وجر وجزم، على ما هو مبين في قواعد النحو.

والتعريب: صبغ الكلمة بصبغة عربية عند تقلها بلفظها الأجنبي إلى اللغة العربية".

قلت: أما الأعراب سكان البادية الذين يتتبعون مساقط القطر فقد امتصتهم المدينة والوظائف الفارغة، وأفرغت البادية إلا من أقل القليل كما أفرغ الريف إلى حد بعيد، وإن إعادة تأهيله أصبحت تحتاج إلى الكثير حتى يجذب سكان المدن من الأصل البدوي أو الريفي بعد أن جذبهم إغراء المدينة وإغواء الزحام والضجيج والعيش في هامش مجتمع المدينة كعشوائيات القاهرة وسكان "القرافة" أي المقابر الذين يبلغون عدة ملايين!

وأما الإعراب، فبمجرد كسر الهمزة وفتحها ننتقل من معنى إلى معنى. فمن البادية، إلى ما يلحق آخر الكلمة من تغير رفعاً وخفضاً.. وإنما ابتدعه أو أبدعه علماء عباقرة ليضبطوا اللسان الذي غزته عجمة نتيجة دخول الشعوب والألسن في دين الله وفي اللغة العربية. أما ما العلاقة بين الأعراب والإعراب فتحتاج إلى إعراب..

كانت المدينة تربي وتصقل وتهذب، فأصبحت المدينة تجذب وتخرب وصارت البادية التي كانت عنوان القسوة والشدة تملك من الفضائل والشهامة ما لا تملك المدينة.

وهل أتاك نبأ الشاعر الذي قدم على الخليفة العباسي من البادية فمدحه بما تعلم، أي أنه كالتيس في نطاح الخطوب..، حتى همّ بعض جلسائه أن يبطشوا به، فأسكنه الخليفة في "فيلا" في بغداد، فلما تهذب طبعه قال:

عيون المها بين الرصافة والجسر قتلننا من حيث ندري ولا ندري

ونترك الذي تهذب بعد اخشيشان، لنختم بشيء من البيان:

في كتاب "قصص العرب" لجاد المولى والبجاوي وأبو الفضل إبراهيم رحمهم الله، جاءت هذه القصة ألخصها لكم: اشترى المنصور بن عامر جواهر من تاجر من عدن ودفع للجوهري صرة فيها دنانير من ذهب هي الثمن، وسار التاجر طريق الرملة على شط النهر في يوم قائظ، فدعته نفسه إلى التبرد، فخلع ثيابه ووضع الصرة ونزل النهر، فجاءت حدأة فاختطفت صرته، فاغتم كثيراً، وبلغ المنصور خبره، ووصف له المكان الذي كان فيه، فدعا المنصور شرطيه ليحضر مشيخة أهل الرملة فسألهم عمن غير حاله بعد إقلال دون تدريج، فقالوا فلان. فأحضره وحضر التاجر، فقال المنصور: سبب ضاع منا وسقط إليك، ما فعلت به؟ قال: ها هو ذا يا مولاي، لكني لفاقتي أخذت عشرة دنانير، فطار التاجر فرحاً، وقال: قد وهبت له الدنانير. فقال المنصور: نحن أولى بذلك منك. ثم أمر للتاجر بعشرة دنانير عوضاً، وللرجل بعشرة دنانير ثواباً.." هكذا كان العرب وهكذا كان حكامهم!

الأربعاء، 27 أكتوبر 2010

عربٌ بلا عربية ..

يوسف الغرابي
عاشت اللغة العربية في مكانة مرموقة وذلك خلال فترة ازدهار الحضارة الإسلامية فقد كانت لغة العلم والمعرفة والسياسة لقرون طويلة.. واهتم بها السلف الصالح اهتماماً بالغاً حتى أنهم كانوا يعاقبون أبنائهم عند اللحن فيها ..
وبها نُقلت الكثير من علوم الحضارات القديمة إلى الحضارات الحديثة .. وتشرفت بأن نزل القرآن الكريم بها.. وهي لغة الإسلام التي لاتتم عباداته إلا بإتقان شيء منها ..
وَسِعتُ كِتـابَ اللَـهِ لَفظـاً وَغايَـةً
وَما ضِقتُ عَـن آيٍ بِـهِ وَعِظـاتِ
والحديث عن فضلها ومكانتها وما وصلت إليه في قرون سابقه من تقدم وانتشار طويل.. بل طويل جدا ..
وحينما ننظر في وضعها اليوم نجد أنها تعيش في جو من المهانة والذل والازدراء من أبنائها المحترمين ومن أعداء لايريدون لها التوسع والانتشار..
رَمَوني بِعُقمٍ فـي الشَبـابِ وَلَيتَنـي
عَقِمتُ فَلَـم أَجـزَع لِقَـولِ عُداتـي
فَيا وَيحَكُم أَبلـى وَتَبلـى مَحاسِنـي
وَمِنكُـم وَإِن عَـزَّ الـدَواءُ أَساتـي
لقد تكالبت على لغة الضاد معاويل الهدم والتقويض من كل جانب .. فانتشرت اللهجات العامية والكثير من مصطلحات اللغة الإنجليزية في كل قُطر وسيطرت على ألسنة الناس ووسائل الإعلام .. وفي كل صغيرة وكبيره.. لمثل هذا يذوب القلب من كمد ٍ ..
وتحت حجج واهية أصبحت اللغة الإنجليزية لغة المستشفيات والفنادق والمطاعم في الكثير من البلاد العربية..وأصبحت شرطا ً أساسياً للحصول على وظيفة أو للحصول على درجة علمية .. وقد تصبح يوما ً من الأيام شرطاً للحصول على زوجه !!!

أَيَهجُرُني قَومي عَفـا اللَـهُ عَنهُـمُ
إِلـى لُغَـةٍ لَـم تَتَّصِـلِ بِــرُواةِ !
فأصبحنا بحق عرب ٌ بلا عربيه ..
لذلك يجب أن نعيد النظر في وضع اللغة العربية المزري على المستويين الشعبي والرسمي.. وإلزام وسائل الإعلام بالتحدث باللغة العربية الفصحى،
ومنع الكتابات العامية والإنجليزية في كل مكان ، وتعريب الطب، وترجمة الكتب العلمية، والاهتمام ببرامج الشعر الفصيح ووضع الجوائز التشجيعية لكل نتاج أدبي فصيح .. والاهتمام بتخصص اللغة العربية في الجامعات وتطوير مستوى معلميه.. حتى يخرجوا أجيال يجيدون التحدث بلغة الضاد.. قبل لاتتسع الرقعة على الراقع..

والمعذرة إن وجدتم في هذا المقال أخطاءً لغوية .. فأنا واحد من ضحايا المجتمع ومخرجات التعليم .. مجتمع يتقن اللهجات العامية "المطعّمة" بالمصطلحات الإنجليزية .. وتعليم غير جيد "لايبني أسس ولاينمي مهارات ولايصنع شخصية" ..
المصدر

الاثنين، 25 أكتوبر 2010

قصص للأطفال بالعربية

"سلمى واليرقات".. جديد هيا صالح
الغلاف
خبرني- صدر للكاتبة هيا صالح قصة مصورة للأطفال بعنوان "سلمى واليرقات"، عن وزارة الثقافة الأردنية، سلسلة كتاب الطفل (39).
تتناول القصة التي جاءت في 31 صفحة من القطع المتوسط، حكاية الطفلة سلمى التي تتعرف من خلال حواسها ومدركاتها المختلفة، وعبر الحوار مع جدّتها، على اليرقة وحياتها؛ كيف تحمي نفسها، أين تعيش، وماذا تأكل، وكيف تتحول إلى فراشة. هذه المعلومات وسواها قدمتها الكاتبة وفق سرد قصصي مشوق، يتيح لبطلة القصة/الطفلة أن تنظر، تراقب، تتأمل، تلمس، تسمع، وصولاً للمعلومة التي تأتي بالاختبار والتجربة، لا بالتلقين المباشر.
كما تحمل القصة قيمة تربوية تتمثل في أن يتعلم الأطفال عدم إيذاء اليرقات، لأنها مخلوقات لطيفة غير مخيفة، كذلك يتعلم الأهل كيف يجعلون طفلهم يتجاوز الحاجز النفسي الذي يمنعه أحياناً من إمساك الحشرات أو اللعب معها أو التعرف عليها عبر حاسة اللمس. وفي القصة تنجح الجدة في إقناع حفيدتها سلمى بإمساك اليرقات ذات الملمس الناعم اللطيف، دون أن تجبرها على ذلك أو تسْخَر من خوفها الفطري إزاء ذلك.
الحوار الذي دار بين سلمى والجدة راعى مستوى وعي الطفلة (سلمى)، وكذلك وعي الجدة التي حرصت على أن تخاطب حفيدتها بلغة بسيطة مفهومة تتوافق مع عمرها الصغير، وتقدم لها المعلومة العلمية البسيطة دونما تعقيد أو إغراق في المصطلحات.
كذلك، نجحت القصة التي رسمت لوحاتها نور الرشدان، في ربط الطفل بالعصر الذي يعيش فيه، إذ استثمرت الكاتبة كاميرا الفيديو في القصة، حيث تقوم الجدة بتوثيق لحظات جميلة في حياة حفيدتها وهي تلعب مع اليرقات عبر شريط الفيديو الذي تشاهده العائلة في المساء، لتكشغف عن سعادتها لصداقة سلمى الجديدة مع اليرقات. وهذا ما يجعل من القصة أكثر حيوية ومنسجمة من روح العصر والتطورات المتسارعة فيه.
يذكر أن الكاتبة هيا صالح أصدرت للأطفال مجموعة قصصية بعنوان "كعكة الفاكهة"، سلسلة كتاب الطفل، وزارة الثقافة الأردنية، 2006، و"سلة العنب" (قصص مترجمة صدرت ضمن سلسلة كتاب "حاتم"، المؤسسة الصحفية الأردنية، 2010).
كما صدر لها في النقد: "الخروج إلى الذات: مقالات في القصة الأردنية المعاصرة" عن دار نارة العام 2006، و"سرد الحياة: قراءات في تجارب روائية وقصصية عربية" عن وكالة الصحافة العربية في القاهرة، 2010. وفازت حلقة برنامج "مجلة السنابل" الخاصة بالأطفال، من إعدادها، بالجائزة الذهبية الأولى في مهرجان الإذاعة والتلفزيون بتونس، 2009. وكانت مارست العمل الإعلامي عبر إعدادها برنامجَ "أردنيات رائدات" الذي بثته الإذاعة الأردنية، واستمر لأربع دورات متتالية، وقُدمت فيه أكثر من خمسين شخصية نسائية رائدة في مجالات مختلفة. وهي تعمل مديرة للنشاط الإعلامي والثقافي في مؤسسة خالد شومان – دارة الفنون بعمّان.

السبت، 23 أكتوبر 2010

هل تهدد الديمقراطية مستقبل اللغة العربية ؟

هل تهدد الديمقراطية مستقبل اللغة العربية؟
هل تهدد الديمقراطية مستقبل اللغة العربية؟ - Hespress
أحمد عصيد
Friday, October 22, 2010
تعقيب على "إعلان دمشق"
مبعث السؤال أعلاه ما لاحظناه من ارتباط وثيق بين النسق اللسني للعربية الكلاسيكية ومعجمها، ومنظومة الفكر الإسلامي التقليدي، وكذا النسق السياسي الإستبدادي للدولة والذي يقوم على الرقابة ومصادرة الحريات و تكريس التقليد والسلفية في الفكر والقيم والممارسة.
فالأمر يتعلق بمنظومة بنيوية متكاملة من العناصر اللغوية والدينية والسياسية والسوسيوثقافية المترابطة فيما بينها والتي لا ينفصل بعضها عن بعض، وتشكل بناء واحدا لنظام قمعي مغلق، يكرس التخلف الإجتماعي والقهر السياسي وضمور ملكة الإبداع والنقد وشيوع التقليد والخرافة منذ قرون، حيث تستعمل اللغة العربية لفهم الدين في إطار ضوابط الفكر التراثي، الذي يستعمل بدوره في الدولة كأساس لشرعية مفتقدة ديموقراطيا.
معنى هذا أن مسلسل الدمقرطة في حالة ما إذا أخذ مجراه الطبيعي بالضغوط الداخلية والخارجية المعهودة، من شأنه أن يضعف هذا النسق ويفكك بنياته بالتدريج، حيث يفسح النظام السياسي القائم على سمو القانون ومساواة الجميع أمامه و احترام الحريات والتسيير المعقلن للمؤسسات وفصل السلط المجال للمجتمع لأن يعبر عن أفكاره ومواقفه بصدق وعمق ووضوح وبدون التواء أو نفاق أو لغة خشب، مما سيفسح المجال أمام استعمال مكثف للغات الشعبية الحيوية ذات العلاقة بحميمية الوعي الفردي وبتفاصيل اليومي، وهو ما ينجم عنه حتما تحرير العقول من أصنام الفكر السلفي، وفتح منظومة القيم على التحولات الطبيعية التي ستجعل العلاقات الإجتماعية أكثر تحررا وإنسانية، وتجعل الدين نفسه موضوع نقاش وتأمل وبحث خارج ضوابط الفكر الفقهي التراثي.
في النسق الإستبدادي، من المعلوم أن السلطة تستعمل كل آلياتها من أجل الإخضاع وإشعار الفرد من "الرعية" بضآلته أما جبروت السلطة عبر تخويفه وتجهيله ومنعه من اكتساب المعارف الأساسية التي تمكنه من التطلع إلى وضع أفضل، و من أهم هذه الآليات بجانب ترسانة "الثوابت" التي تمطرق بها رعاياها يوميا، لغة السلطة التي تتقنها نخبة من الناس ولا يعرفها الباقي، وترتبط بالأوساط الرسمية و بتقاليد البروتوكول الإدراي و المؤسساتي، وتمرّ عبرها تعليمات السلطة و ثوابتها ورموزها و قيمها. ومنها منظومة الفكر التقليدي التي تلعب دورها في جعل "الرعية" تعتبر أوضاعها طبيعية لأنها لا تختلف كثيرا عن أوضاع المجتمع القديم الذي يعايشه الفرد يوميا من خلال أدبيات فقهاء السلف والفكر التراثي القديم، مما يحجمه عن مقارنة حالته بحالة الأفراد في البلدان المتقدمة التي قطعت أشواطا بعيدة في الرقي بالوضعية الإنسانية.
لنقارن مثلا بين سلوك رجل السلطة "القبطان" مع "الأهالي" في البوادي خلال مرحلة الحماية، وبين سلوك رجل السلطة المغربي "القايد" بعد الإستقلال مع سكان العالم القروي الناطقين بالأمازيغية، فالأول يتلقى تكوينا لمدة معينة يتعلم فيها لغة السكان قبل كل شيء من أجل التفاهم معهم، وفي حالة ما إذا لم يتلق هذا التكوين يكون ملزما بمرافقة مترجم من أبناء المنطقة، بينما يتمّ إرسال الثاني الذي تتعمد السلطة أن يكون ناطقا بالعربية فقط، لأن عنف السلطة القمعية يتجلى أيضا هنا في اللغة المستعملة، إذ على "القايد" أن يجعل المواطن الأمازيغي متلعثما وعديم القدرة على التعبير السليم أمام السلطة، وهي إحدى آليات القهر التي تجعل المواطن يشعر بدونيته وعبوديته، كما تعطي رجل السلطة امتيازا على غيره من الرعايا. وتعتبر الجملة الزجرية " تكلم بالعربية !"، مفتاح هذه العملية التي تهدف إلى جعل المواطن يشعر في قرارة نفسه بأنه من رعايا الدولة وفي خدمتها، وليس العكس، مما يحتم عليه التجرد من هويته و تقمص هوية الدولة المركزية.
وفي مجال القضاء كان قرار تعريب هذا القطاع و فرض العربية كلغة وحيدة في المحاكم يتمّ بشعار رسمي هو التعريب الموجه أساسا ضد اللغة الأجنبية الفرنسية، بينما يكشف الواقع عن أنّ تعريب القضاء قد جعل أغلبية الشعب المغربي خارج إطار التقاضي والمحاكمة العادلين، لأن معنى تعريب القضاء هو منع الأمازيغي أيضا ـ الذي ليس أجنبيا ـ من الكلام بلغته في المحكمة، فلم تكن عبارة :"تكلم بالعربية !" مجرد آلية سلطوية في يد "القايد"، بل تحولت إلى أداة زجرية للإخضاع و الإسكات حتى داخل الفضاء الذي كان مفترضا أن ينقل المغاربة من وصاية الأجنبي إلى مؤسسات التحرر، لدى من يفترض أن يحكم بالعدل وهم القضاة. و قد نبه تقرير الأمم المتحدة الأخير الصادر عن اللجنة المكلفة بالقضاء على كافة أشكال التمييز العنصري إلى هذا الخلل، و أوصى الدولة المغربية بضرورة تداركه.
من أجل حياة أفضل للغة العربية:
إن أخطر ما يهدد اللغة العربية اليوم هو بالذات ما يحاول البعض أن يقدمه كآلية "حماية" و"دفاع" عنها، عندما يعمد إلى اعتبارها "لغة القرآن"، لأنّ ذلك في الواقع يقزم وظيفتها ويحصرها في المجال الديني، إن الإعتقاد بأن لغة ما تستطيع الإستمرار في العصر الحالي بالدين و التراث فقط هو اعتقاد خاطئ، ذلك أن لغة الدين يمكن أن تستمر في الصلوات والطقوس لبعض الوقت، لكنها ستفقد بالتدريج ديناميتها الإجتماعية وتنزوي في أماكن العبادة، وستحل محلها بالتأكيد اللغات التي تحظى بسبب عدم قدسيتها بحيوية الإنتاج اليومي وحرارة الفعل البشري في الممارسة والإنتاج والإبداع و الإختراع، وقد تبين أن هذه اللغات بسب عدم قدسيتها بالذات، تتوفر على إمكانيات كبيرة للتطور خلافا للغات الدينية أو ذات الصلة بالكتب المقدسة والطقوس التعبّدية الثابتة والمتوارثة.
إنّ الفكرة التي يروّجها البعض عن أن اللغة العربية تحتل دوليا المرتبة السابعة في التداول في الأنترنيت وأن عدد مستعمليها يبلغ 61 مليون هو خطاب مغالط، لأن 90 في المائة من التداول المذكور إنما يخص المجال الديني والنقاشات البوليميكية حول الإسلام و الصهيونية و"مؤامرات الغرب"، و حول ظواهر كان ينبغي أن تختفي منذ عقود، وهي نقاشات فارغة تساهم في تكريس المزيد من التأخر والإنغلاق، لأنها تنتهي إلى إخفاء الأسباب الحقيقية للتخلف، و التي هي أسباب داخلية، بينما نجد أن إسهام اللغات الأخرى يتمّ بشكل وافر في المجال العلمي والتقني وفي ابتكار المناهج و المفاهيم الجديدة الأكثر عمقا وعطاء في الإقتصاد و السياسة والإجتماع و التربية ، والتي تساهم في تطوير رصيد المعرفة البشرية، وهو بالذات ما لم تستطع العربية بلوغه بل تحولت في الآونة الأخيرة ـ بسبب أهلها ـ إلى لغة حربية، لغة تلاسن وسجال. وما يقال عن العربية في الأنترنيت يقال أيضا عنها في الفضائيات، فكون قناة الجزيرة تحولت إلى إحدى أكثر الفضائيات انتشارا في العالم لا يعني مطلقا انتصار العربية أو العرب وتقدّمهم، بل العكس تماما حيث عكست القناة مظاهر تخلف العرب والمسلمين، عندما ننظر إلى مستوى ما تروج له من مضامين وما تشيعه من شعارات وأوهام باعثة على مزيد من تعميق التأخر وترسيخه.
إن اللغات التي نحتقرها اليوم، بسبب كونها لغات التخاطب اليومي و نسميها "عاميات" أو "لهجات" هي المرشحة لأن تكون أكثر حيوية عندما يتمّ الإهتمام بها مؤسساتيا وربطها بدينامية المقاولة، وهو ما حدث للغات الغربية التي كانت قبل قرون لغات شعبية كالفرنسية والإيطالية والإسبانية والسويدية والفلامانية وكانت مثار احتقار وازدراء رجال الدين والأعيان الإقطاعيين، عندما كانت اللاتينية وحدها لغة الكنيسة ولغة الكتابة والعلم والتأليف.
إن هذه الدعوة السلفية التراثية والمحافظة إلى الدفاع عن العربية، لا تبشر بخير بالنسبة للغة العربية التي لا ينتظرها مع هذا النهج مستقبل زاهر بقدر ما ينذر بإقبارها التدريجي.
والحل الوحيد الكفيل بإنقاذ اللغة العربية هو إدراجها بشكل إيجابي في مسلسل الدمقرطة والتحديث السياسي والفكري الشامل، وتطويرها عبر تحديث بنياتها ومعجمها وتحريرها من منظومة الفكر التقليدي وجعلها تستوعب الروح العلمية و الإنفجار المعرفي الحادث في العالم و الذي ما انفكّ يبهر العالم باكتشافاته المتتالية. من أجل تحديث اللغة العربية لا بدّ من تحويلها إلى مؤسسة اجتماعية منفتحة على نتائج العلوم العصرية وعلى تحولات المجتمع والقيم، وهو ما يعني حتما تقاربها مع اللغات الوطنية الأخرى وفقدانها لصورتها "المتعالية" التي كانت تخنق فيها، والتي أفقرتها وجعلتها مهددة في وجودها أمام منافسة لغات التواصل الجماهيري واللغات الأجنبية، و هو ما يعني أيضا قبولها لتقاسم الفضاء مع عناصر التنوع اللغوي الوطني الخلاق، و تخلي حُماتها عن التفكير في فرضها كـ"لغة وحيدة" للمغاربة و لكل الوظائف عبر اقتراح قوانين لاعقلانية و مثيرة للسخرية، لأن هذا علاوة على أنه غير مجدي من الناحية العملية، يساهم في كهربة الأجواء السياسية و توتيرها.
لقد ارتكب المدافعون عن اللغة العربية المجتمعون في دمشق خطأ فادحا، و فتحوا على أنفسهم بابا كان الأجدر بهم إغلاقه حتى لا يصيبهم منه ضرر يؤول بجهودهم إلى الفشل الذريع، وهو اعتبارهم في بيانهم بأن الخطر الذي يهدد العربية والتحدي الكبير أمامها هو ما أسموه"انتشار العاميات ومزاحمتها للفصيحة، والسعي إلى تحويل اللهجات المحلية من المستوى الشفهي إلى المستوى الكتابي، وتقعيد اللهجات العامية وشرعنتها ووضع أنظمة نحوية وصرفية ومعاجم لها". وهم بذلك اختاروا أن يتحولوا من مناضلين ذوي شرعية في مواجهة اللغات الأجنبية، لغات الإستعمار سابقا، إلى أدعياء بدون حقّ وإلى دعاة فتنة في أوطانهم، مهمتهم محاربة تراث بلدانهم وهوياتها وخصوصياتها اللغوية والثقافية، وهدفهم الرئيسي معاكسة تيارات وحركات اجتماعية نابعة من صميم تحولات واقع مجتمعاتهم، بل الأكثر من ذلك المشاركة بـ "إعلان دمشق" في الدعاية لنظام مخابراتي قمعي هو النظام السوري، الذي بذل جهدا كبيرا في "خدمة اللغة العربية" بطمس اللغات والثقافات السورية العريقة وإبادتها. بل إن عبقرية المجتمعين في دمشق سمحت لهم بالإنضواء تحت راية هذا النظام العسكري بالسعي إلى تشكيل ما سموه "هيئة عليا أو اتحاد لجمعيات حماية اللغة العربية في الوطن العربي مقره في دمشق".
إنها لعمري معركة خاسرة سبق لي أن حذرت منها من يريدون حماية اللغة العربية بالمغرب، عندما لفتت انتباههم قبل عامين إلى الفرق بين الدفاع عن العربية في مقابل اللغات الأجنبية ، و بين استهداف التنوع الوطني لصالح اللغة الرسمية. و لنا عودة إلى الموضوع على مستويات أخرى.

اللغة العربية ضيفة شرف في معرض للغات في باريس

تونس :واس
ستكون اللغة العربية ضيفة شرف في معرض دولي للغات يقام في العاصمة الفرنسية باريس في شهر فبراير المقبل .
وأفاد بيان أصدرته المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الالكسو من مقرها في تونس ان المدير العام للمنظمة الدكتور محمد العزيز بن عاشور وقع اتفاقية في باريس لهذا الغرض مع إحدى المؤسسات الرئيسية المنظمة للمعرض والتي اختارت اللغة العربية لتتصدر فعاليات هذا الحدث الثقافى من بين 80 لغة مشاركة من ثلاثين دولة تمثل القارات الخمس.
وبموجب الاتفاقية ستكون العربية لغة بلاحدود ضيفة الشرف في هذا المعرض الذي يقام في دورته التاسعة والعشرين باعتبارها واحدة من أبرز اللغات في العالم ذات الحضارة العريقة والإشعاع الواسع والتأثير الكبير على الحضارات الإنسانية ويتكلمها حاليا أكثر من 300 مليون عربي فضلا عن مليار مسلم في العالم يستندون إلى اللغة العربية في فرائضهم .
وقد وجهت الجهة الراعية 150 الف دعوة رسمية لحضور المعرض الذي يقام بقصر المعارض في باريس سنويا منذ سنة 1882 ويقبل عليه جمهور عريض من فرنسا وأوروبا إضافة إلى اعداد كبيرة من الباحثين والإعلاميين وأصحاب دور النشر والمكتبات .
المصدر

الثلاثاء، 19 أكتوبر 2010

العربية اللغة الثانية في غامبيا

بحروفها تكتب أهم اللهجات المحلية
العربية اللغة الثانية في غامبيا
الأمانة العامة للتعليم الإسلامي والعربي تتلقى دعما من الدولة الغامبية (الجزيرة نت)

سيدي ولد عبد المالك-بانجول 
 
يظهر المجتمع الغامبي بمختلف شرائحه اهتماما كبيرا باللغة العربية، ويزداد هذا الاهتمام لدى الأوساط المحافظة التي ترى في معرفة اللغة العربية والإلمام بها شرطا لمعرفة تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، والتفقه في أحكامه. 
 
وللعلم فإن أغلبية الشعب الغامبي تدين بالإسلام، حيث يتجاوز عددهم 90% من تعداد السكان.
 
وعارض الغامبيون بعد استقلال بلادهم عن بريطانيا في 1965، إرسال أبنائهم إلى المدارس الإنجليزية، باعتبارها مدارس تغريبية -حسب رأيهم- تخرج أجيالا مستلبة الهوية تابعة للمستعمر، واشترطوا في حالة الموافقة على إرسال أبنائهم أن يكون التدريس بالعربية، وأن تدخل مادة التربية الإسلامية في المناهج التعليمية.
 
موروث ثقافي                       
محمد صار يؤكد أن وجود العربية في البلاد يعود لقرون خلت (الجزيرة نت)

ويربط محمد صار -نائب رئيس رابطة مثقفي اللغة العربية والدراسات الإسلامية في غامبيا- علاقة الشعب الغامبي باللغة العربية بالخلفية المحافظة لهذا المجتمع المسلم، ويقول صار إن "وجود العربية في المنطقة يعود إلى قرون عديدة، حيث كانت دواوين ملوك الولوف والماندينغا ومخاطباتهم تتم بالحرف العربي".
 
ويرى صار أن هذا الأمر كان له انعكاس واضح فيما بعد على أهم اللهجات المحلية التي أصبحت تكتب بالحروف العربية كالماندينغية والولوف، مشيرا إلى انتشار العربية في كل مناطق غامبيا، فالعملة المحلية "دلسي" -التي تعد رمزا من رموز السيادة الوطنية- تحمل حروفا عربية.
 
ويضيف أن المفارقة الأخرى هي أنك لا تزور قرية من قرى هذا البلد إلا وجدت فيها من يتكلم العربية، هذا بالإضافة إلى انتشار مدارس تعليم اللغة العربية، وتزايد أعداد الخريجين من المعاهد والجامعات العربية.
 
ويرجع الأستاذ صار السبب الرئيسي في العلاقة القوية للغامبيين بالعربية إلى البيئة الثقافية الموروثة التي تقدس العربية كلغة للقرآن والدين.
 
تشجيع رسمي                             
 جالو يطالب بترسيم العربية (الجزيرة نت)
ويتفق محمد جالو -مدير مدرسة السلام المنتسبة للأمانة العامة للتعليم الإسلامي والعربي في غامبيا- مع الأستاذ محمد صار في تحديد العوامل التي ساهمت في انتشار العربية بالبلاد.
 
لكن جالو يرى -زيادة على ذلك- أن النظام الغامبي له أيضا إسهام في ذلك من خلال حرصه على تشجيع حضور اللغة العربية عبر رعايته للمؤسسات التعليمية العربية، ومساندته للقائمين على هذه المؤسسات".
 
وكشف محمد جالو أن الأمانة العامة للتعليم الإسلامي والعربي -التي هي إطار يسعى لتنظيم المؤسسات التعليمية العربية والعمل على عصرنتها- تتلقى دعما ماديا ومعنويا رسميا من الدولة، حيث تزودها بمدرسي الإنجليزية، لأن التعليم مزدوج وفق مناهج الأمانة.  

والغرض من هذه الازدواجية هو تمكين الجيل الناطق بالعربية من ولوج الوظائف الحكومية التي هي حكر لحد الساعة على الناطقين باللغة الإنجليزية، مثلما يقول محمد جالو الذي يطالب -رفقة محمد صار- بالترسيم الإجباري لمناهج التعليم الرسمي في غامبيا، وبألا تبقى العربية لغة اختيارية كما هو الحاصل حاليا.
 
ويعلل الرجلان مطلبهما هذا بأن "غامبيا بلد مرتبط باللغة العربية منذ أمد طويل، ومن حق هذه اللغة أن تكون لغة معمولا بها في الدوائر الرسمية".
 
ويذكر أن الإنجليزية تعد اللغة الرسمية للبلاد كما ينص على ذلك الدستور، مع وجود لغات محلية منطوقة أكثرها انتشارا الماندينغية والولوف والجولا.