ترجمة: هاشم كاطع لازم – أستاذ مساعد – لغة أنكليزية وترجمة - كلية
شط العرب الجامعة - البصرة
بقلم: كلارا لوردا Clara Lorda
يركز غالبية الناس على الأطباء أو القضاة حين
يتعلق الأمر بالمعايير أو الخيارات الأخلاقية التي ينبغي على أصحاب المهن تبنيها.
لكن ماذا بشأن المترجمين والمترجمين الفوريين؟هناك في الواقع العديد من المعايير
الأخلاقية التي لابد أن يتحلى بها أصحاب المهن المختلفة مثل الأتفاق على الأنتهاء
من مشروع ما وفق وقت محدد أو عدم الموافقة على أنجاز مشروع لعدم مقدرة الشخص
المعني بتنفيذه أو لكونه غير معتمد من جهة رسمية أو عدم زيادة الأجر المحدد المتفق
عليه بعد أنجاز الواجب المطلوب أو الأحتفاظ بسرية المعلومات الخاصة بالزبون. ومثل
هذا الأمر يعني أن هناك مجموعة من المعاييرالتي تؤدي الى أفضل النتائج لدى تطبيقها
لصالح الزبون. ولاريب أن المترجمين والمترجمين الفوريين يواجهون خلال حياتهم
المهنية العديد من المعضلات الأخلاقية رغم أن القضايا الأخلاقية على مايبدو تبدو
ضعيفة الصلة بالترجمة أو الترجمة الفورية.
ورغم وجود مدونات السلوك الخاصة بالمترجمين
والمترجمين الفوريين في بعض البلدان فأن هذه المدونات تضم توجيهات عامة تتعلق
بالقضايا ذات الصلة بالكفاءة المهنية ، فجمعية المترجمين الأمريكيين ATA
، على سبيل المثال ، تتبنى مدونة أخلاقيات رسمية يتعين على أعضاءها الألتزام بها
والسير وفق خطاها. لكن ماذا بشأن مدونة الأخلاقيات الشخصية لكل من المترجمين
والمترجمين الفوريين؟ أثناء الكتابة عن هذا الموضوع ورد الى ذهني المثال الآتي:
كانت أحدى المترجمات الفوريات التي أعرفها شخصيا تعمل لدى أحدى الوكالات العقارية
وكانت تترجم أثناء عملية شراء أحدى البنايات. في أحدى الأجتماعات بين كل من
الوسطاء والمشترين بدأ الوسيطان اللذان يعملان في تلك الوكالة العقارية يسخران
بشكل مفاجيء من المشترين! ولأن واجب المترجم الأخلاقي يحتم عليه ترجمة كل كلمة
ينطق بها الطرفان فأن تلك المترجمة الفورية لابد أن تكون قد وجدت نفسها في وضع حرج
للغاية في تلك اللحظة!ماالذي كلن ينبغي عليها فعله حينئذ؟ عندها قررت المترجمة أن
تشعر الوسيطين في الوكالة التجارية التي تعمل لديها بأنها سوف تعمد الى ترجمة كل
كلمة تصدر منهما من تلك اللحظة فصاعدا ، الأمر الذي أجبرهما على التوقف عن
السخرية!
ويحصل أحيانا أن يواجه المترجمون معضلات
أخلاقية تتعلق بوجهات نظرهم الشخصية ‘ فهل يعمد المترجم على سبيل المثال الى ترجمة
التعليمات المتعلقة ببندقية آلية أذا علم أن مثل هذه المعلومات موجهة الى شباب
مراهقين في السودان؟ وهل سوف يقوم بترجمة كتيب يتناول أيديولوجية نازية جديدة؟
واذا كان المترجم ذاته من مناصري أباحة الأجهاض
pro-choice فهل يقوم بالترجمة الفورية لجماعة تعارض
أباحة الأجهاض pro-life؟
أذن هل يقدم المترجم على الترجمة أم يحجم عنها؟ هذا هو السؤال! في هذا الشأن هناك
العديد من وجهات النظر حيال هذه القضية أستنادا الى الجهة ذات الصلة؟ ويذهب بعض
أصحاب الخبرة الى وجوب أستبعاد قناعاتك الشخصية عن حياتك المهنية ، لكن ألى أي مدى
يمكن أعتبار مثل هذا الأمر ممكنا؟ أننا نعرف في هذا الصدد أن أحدى متطلبات تحقيق
ترجمة رصينة أن يكون المترجم وفيا ودقيقا للنص المصدر مما يعني أبعاد الجانب
الذاتي من هذه العملية!
أن مثل هذا الأمر يطرح السؤال الآتي: هل
بمقدور المترجم/المترجمة أن يقدما ترجمة عالية الجودة أن أضطرتهما الظروف الى عدم
الألتزام بالأمانة والدقة والموضوعية؟! لقد أشرت في السابق الى أن الأمر يعتمد على
الأرجح على شخص المترجم ذاته مثلما يعتمد على الظروف الشخصية التي تحيط به ، فعلى
سبيل المثال يصعب أرضاء المترجم المبتديء حول الترجمة التي يطلب منه ترجمتها سيما
أذا مثلت تلك الترجمة مصدر دخله الوحيد. ومثل هذا الأمر يشبه الى حد ما مفهوم عضو هيئة المحلفين العادل في المحكمة حيث يتعين
على المترجمين والمترجمين الفوريين ، مثل أعضاء هيئة المحلفين ،تبني خيارات
أخلاقية صعبة وهي قرارات تؤثر في الغالب بشكل أيجابي على توجهاتهم المهنية في ظل
ألتزامهم في بلورة ترجمة دقيقة وأمينة وموضوعية.
http://www.languageconnections.com/the-issue-of-ethics-in-translation-interpreting-april-2012/ http://www.languageconnections.com/the-issue-of-ethics-in-translation-interpreting-april-2012/
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق