الأربعاء ٣\١٠\٢٠١٢
الاصلاح نيوز- قال رئيس قسم اللغة العربية في جامعة فيلادلفيا د.إسماعيل القيام إن اللغة العربية تتمتع بميزات أبرزها الرحابة والاتساع والمرونة، والقدرة على مواكبة الجديد، واستيعاب التطور والتجديد، رائيا أنها تحتاج إلى من يكشف عن تلك المزايا ويفعّلها.
وأضاف المحاضر في الندوة التي نظمها بمنتدى عبدالحميد شومان الثقافي أول من أمس حول اللغة العربية بعنوان “رحابة اللغة وسلطة اللغويين”، وأدارتها الروائية ليلى الأطرش، أنه يشاع لفظ أو استعمالٍ لغوي على ألسنة الأدباء أو الكتاب يثير حفيظة بعض اللغويين، فيبادر هؤلاء إلى بحث ما شاع ثم تخطئته في كثير من الأحيان.
وأشار إلى أن القيام بالتصحيح اللغوي قد يؤدي إلى جعل الكتاب في حيرة من أمرهم، لندرة اتفاق اللغويين على التخطئة، فبعضهم يُخطّئ الاستعمال وبعضهم يُصوِّبه، مبينا أنه إذا ما اتفقوا على التخطئة فكثيرا ما اختلفوا على الوجه الصحيح الذي يجب أن يستعمل بدلا من المُخطّأ.
وبين المحاضر أن من مظاهر حيرة الكتّاب والصحفيين استعمالهم الوجهين الصحيح والمخطّأ في المقالة الواحدة، ظنا منهم أن كلا الوجهين جائز، أو هربا من الوقوع التام في الخطأ، مشيرا إلى أن استعمال الوجهين يكون، لا محالة، قد أصاب في إحدى المرتين، وذلك أفضل من استعمال وجه واحد قد يكون هو الوجه المُخطّأ.
وشدد القيام على ضرورة التمييز بين نوعين من الأخطاء اللغوية التي يحصيها اللغويون وينبهون عليها؛ النوع الأول هو “الأخطاء البينة” التي لا خلاف على خطئها، ولا استدراك على تخطئتها، موضحا أن هذا النوع، على تفشيه وانتشاره وخطورته، أيسر معالجة وأقل خطرا من النوع الآخر المختلف على تخطئته، الذي هو خطأ عند بعض اللغويّين.
واعتبر القيام أن ذلك الأمر يجعل كتابات كثير من اللغويين سببا في كراهية اللغة العربية، ومصدر رعب وفزع للأدباء والكتاب الحريصين على السلامة اللغوية؛ فلا يدري الكاتب، في كثير من الأحيان، من أين يؤتى؟ ولأنّه لا يتوقع من كلّ أديب أو كاتب أن يكون لغويا متمرسا في علم التحقيق اللغوي ومجالاته، فقد وجد الأدباء أنفسَهم بين أمرين أحلاهما مرّ: إمّا أن يجتنبوا كثيرًا من ألفاظ العربيّة وأساليبها حرصًا على اتّباع (الصحيح والفصيح) كما رآه اللغويّون، وإمّا أن يمضوا في الكتابة غير آبهين بما يصدر من (فتاوى لغويّة)، فيوصموا بقلّة التثبّت وعدم المعرفة.
ودعا القيام اللغويين المحققين إلى تدريس مناهج العلماء المحققين من أصحاب التصحيح اللغوي وتُطوَّر، لتُتّخذ هذه المناهج أصولاً وركائز للمجامع اللغويّة والمؤسّسات المعنيّة بخدمة اللغة العربيّة وتنقيتها بعيدًا عن الشّطط والاعتساف في الأحكام تخطئةً وتصويبًا.
وحول فائدة الكشف عن مناهج اللغويين المحقّقين، قال القيام: “تتابع الدراسات التي تتوسّم الكشف عن مناهج العلماء المحقّقين في مجال التصحيح اللغويّ، ما يُفضي إلى هدف أعمق وغاية أسمى؛ إذ يمكننا بهذه الدراسات أن نستنبط مبادئ التصحيح اللغويّ وقوانينه وأنظمته، ممّا يؤسّس إلى وضع أُطُرٍ وحدود ومعالم لبابٍ مهمّ من أبواب اللغة”.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق